كلوب وصلاح من صنع من؟
منذ يوم أمس وحبر الإعلام لم يتوقف عن السيلان، فيما تضج وسائل التواصل الاجتماعي بلقطة الخلاف الذي نشب بين مدرب ليفربول يورغن كلوب ونجمه الأول محمد صلاح أمام أنظار الملايين.
اذ نقلت الشاشات المشهد أثناء دخول محمد صلاح الى أرضية الملعب كبديل في الدقيقة 82 وبعد أن اهتزت شباك فريقه بهدف التعادل، وهو ما أثار غضبه وجعله يتوجه بكلماتٍ لم تعرف ما هي الى مدربه، وحتى محاولة الوصول اليه لولا تدخل داروين نونيز للفصل بينهما.
هذا المشهد جعل الكثيرين ينقلبون على محمد صلاح معتبرين أنه أخطأ وهو بالفعل أخطأ بالتصرف وعليه الاعتذار عما بدر منه، لكن ما تم قوله منذ يوم أمس لم يكن دقيقاً أبداً خصوصاً ما يتناقله البعض على أن يورغن كلوب هو من صنع النجم المصري وهو أمر خاطئ وغير مفهوم، حيث أن صلاح اتى من روما وهو نجم ترك بصمته في مختلف الملاعب الإيطالية بمساهمته في موسمه الأخير قبل انتقاله الى ليفربول بـ 28 هدف في 31 مباراة وهذا أمر يجعلنا نعرف مدى أهمية اللاعب.
وليس هذا فقط بل ان قبل انتقاله الى ليفربول، نجح صلاح في الحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري السويسري مع بازل، وأفضل لاعب في فريق روما في أول موسم معه رغم وجود العديد من النجوم أمثال فرانشيسكو توتي ودي روسي المدرب الحالي للفريق.
عندما تعاقد ليفربول مع محمد صلاح، نجح يورغن كلوب في إستغلال موهبته وسرعته وفنياته في صالح المجموعة ونجحا برفقة نجومٍ آخرين في قيادة ليفربول الى المجد المحلي والأوروبي وهو ما عجز عنه الفريق سابقاً لسنواتٍ طويلة قبل قدوم الفرعون المصري.
ثنائية كلوب وصلاح قادت ليفربول الى إحراز ثمانية ألقاب بينها اللقب الأغلى وهو الدوري الإنكليزي الغائب عن خزائن النادي لثلاثة عقود، ودوري الأبطال بعد 13 عاماً على آخر لقب، الى جانب كأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي وغيرها من كؤوس وبطولات وهذا ما يجعلنا متيقنين ان كلوب لم يصنع صلاح ولا صلاح هو من أنجح كلوب، بل أن وجودهما الى جانب بعضهما البعض أنجح تلك الثنائية وجعل ليفربول واحداً من أقوى الفرق على مستوى العالم في السنوات الأخيرة بوصوله ثلاث مرات الى نهائي دوري الأبطال وإحتلاله وصافة الدوري خلف مانشستر سيتي عدة مراتٍ أيضاً.
منذ وصوله الى الريدز نجح محمد صلاح في تسجيل 212 هدفاً في مختلف المسابقات، بينهم 156 هدفاً هز بها الشباك في الدوري الإنكليزي الى جانب 88 تمريرة حاسمة ما جعله يحرز لقب الهداف 3 مرات ولقب أفضل صانع ألعاب مرة واحدة، علماً بأنه في موسم الأسوأ كما يُصنف اليوم فهو يتصدر ترتيب هدافي ليفربول بـ 17 هدفاً ليس هذا فقط بل أنه أكثر من صنع أهدافاً لزملائه بـ 9 تمريراتٍ حاسمة.
رغم مشاركته لمدة 2266 دقيقة فقط هذا الموسم يقترب صلاح من أرقام الموسم الماضي عندما سجل 19 وصنع 12 لكن بوقت أكثر بكثير بعد أن أشركه كلوب في 3297 دقيقة.
بعد أن أعلن كلوب قبل فترة أن الموسم الحالي هو الأخير له في قيادة ليفربول، قد يكون أيضاً الأخير في مسيرة صلاح مع النادي، الا أن ما تركاه من أرث خلال هذه الحقبة سيبقى في تاريخ ليفربول، بعد أن أعاد كلوب لقب الدوري الى خزائنهم وبعد أن ألغى صلاح كل الأرقام القياسية لنجوم واساطير عبروا في ليفربول.