البناء السليم يُقطف: نهائي مكرّر بين إسبانيا وفرنسا
تعيش كرة القدم الإسبانيّة واحدة من أفضل فتراتها في التاريخ، فمنتخبات إسبانيا خلال عامين، وفي جميع الفئات حقّقت بطولة أمم أوروبا للرجال، كأس العالم للسيّدات، دوري الأمم الأوروبيّة للرجال، دوري الأمم الأوروبيّة للسيدات، بطولة أوروبا للرجال تحت 19 سنة، بطولة أوروبا للسيدات تحت 19 سنة وتمكّن المنتخب الأولمبيّ، المكوّن من لاعبين تحت 23 سنة من الوصول لنهائي أولمبياد باريس 2024 بعد فوزه على المنتخب الأولمبيّ المغربي بنتيجة 2-1، بعد أن تقدّم “أسود الأطلس” بهدف في الدقيقة 36 عن طريق سفيان رحيمي، قبل أن يعادل فيرمين لوبيز النتيجة في الدقيقة 66، وثمّ حسم سانشيز النتيجة لصالح “مصارعي الثيران” قبل 5 دقائق فقط من نهاية الوقت الأصليّ للمباراة. وهذه هي المرّة الثانية على التوالي التي يتواجد فيها المنتخب الإسباني في النهائي بعد أن خسر في طوكيو من المنتخب البرازيليّ في النسخة الماضية.
خصم المنتخب الإسباني في نهائي باريس المقبل هو صاحب الأرض المنتخب الفرنسيّ والذي فاز على نظيره المصريّ بنتيجة 3-1، في مباراة افتتح فيها محمود صابر سجلّ الأهداف في الدقيقة 62، ثمّ عادل ماتيتا النتيجة في الدقيقة 83، لتنتهي التسعون دقيقة بالتعادل وتتوجّه المباراة نحو أشواطٍ إضافيّة حسمها هدفا ماتيتا ومايكل أوليزي في الدقيقة 99 ثمّ 108.
نهائي الأولمبياد في “حديقة الأمراء” يوم الجمعة المقبل سيكون تكرارًا لنصف نهائي بطولة أمم أوروبا (يورو 2024) بين المنتخبين الجارين، حين انتهت المباراة بصعود الإسبان بعد الفوز 2-1، وكان هدف فرنسا عبر مواني (25 عامًا)، في حين سجّل كلّ من لامين يامال (17 عامًا) وداني أولمو (26 عامًا) لإسبانيا.
هذه الانتصارات التي يحقّقها المنتخبان الأوروبيّان، وخاصّة مع تألّق لاعبين شبّان، تدلّ على أهميّة البناء والتخطيط للمستقبل عبر تنشئة فئات عمريّة شابّة وإكسابها ثقة تخوّلها المنافسة.
إسبانيا أثبتت نفسها بين كبار كرة القدم، على الرّغم من أنّها “جديدة” على الساحة الكرويّة خاصّة على صعيد المنتخب الأوّل الذي بدأ بالتألّق منذ 16 عامًا فقط وتحديدًا في يورو 2008، أمّا فرنسا والتي كانت بطلة كأس العالم 2018 ووصيفة كأس العالم 2022 والتي وصلت حتّى نصف نهائي اليورو ومنتخبها قد ضمن ميداليّة في الأولمبياد فهي تؤكّد على علوّ كعبها في عالم كرة قدم، لكنّ الأهمّ أنّ نجاحات المنتخبين دليل على أهميّة التخطيط، بعيدًا عن أيّ اعتبارات.
كما يجب التنويه إلى المستوى العالي الذي ظهر عليه منتخبا مصر والمغرب الأولمبيّان، ما يمنح الأمل برؤية المنتخبات العربيّة على منصّات التتويج العالميّة قريبًا، خاصّة بعد أن ضمن العرب ميداليّة برونزيّة في الأولمبياد في كرة القدم، بانتظار معرفة هويّة المنتخب الفائز في مباراة يوم الخميس المقبل.