الرياضة… طوق نجاة للاقتصادات المحليّة
لا يقتصر دور الرياضة على إمتاع اللاعبين والجماهير، وتأثيرها لا ينحصر بقيمة الصفقات وأسعار اللاعبين والمردود الذي تجنيه النوادي، إذ تساعد الرياضة على خلق فرص العمل وجذب السّياح وتعزيز رفاهية الموظّفين وإنتاجيّتهم.
وتظهر الأبحاث التي أُجرِيَت في دول أوروبيّة أنّ المواقع الّتي تضمّ فرقًا وأندية رياضيّة بارزة تتمتّع بتعزيزات في كلّ من الاقتصاد المحلي والتوظيف.
وقد خلُصت الدراسات إلى أنّ:
- تدعم الأحداث الرياضيّة الاقتصادات المحليّة، إذ تساعد مبيعات التذاكر وزوّار يوم المباراة والاستثمارات طويلة الأجل على تعزيز الاقتصادات في الدول المعنيّة
- تشجّع الأحداث الرياضية المزيد من الناس على المشاركة في الألعاب الرياضية، وهذا يعزّز فوائد الصحة والرفاهية التي تدعم التنمية الاقتصاديّة، فالأشخاص الذين يتمتّعون بصحّة جيّدة ويمارسون الرياضية يميلون أكثر من غيرهم للقيام بنشاطات ترفيهيّة ممّا ينعكس إيجابًا على الاقتصاد
- إقامة أيّ حدث رياضي كبير سيجذب العديد من الزوّار إلى البلد/المدينة التي تنظّمه، وبالتالي ستنشط العجلة الاقتصاديّة، فـ”السياحة الرياضيّة” تعني نشاطر أكبر في المطار، وحجوزات أكثر في الفنادق، والمزيد من الروّاد الذين يقصدون المطاعم والمقاهي، وقد يصل الأمر إلى قصد الوافدين لمعالم المدينة وشراء التذكارات وغيرها… وقد أشارت الدراسات إلى أنّ المدن التي تنظّم أحداث رياضيّة يزداد عدد زوّارها في فترة هذه الأحداث بنسبة تلامس الـ200% أو أكثر مقارنة بالأيّام العاديّة
- النشاط الكبير في القطاع الخدماتيّ بشكل خاصّ، والذي تخلقه الأحداث الرياضيّة الكبرى كتنظيم بطولة دوليّة أو قاريّة، أو الأحداث الرياضيّة العاديّة، كمباراة بين غريمين في مكان ما، يعني خلق فرص عمل إضافيّة في هذا القطاع وبالتالي التقليل من البطالة
- التقنيّات والتكنولوجيا الّتي بدأت تدخل عالم الرياضة بشكل بارز تعني هي الأخرى الحاجة لعدد كبير من الموظّفين والخبراء في هذا المجال
- الشركات المصنّعة للملابس والأدوات الرياضيّة تستفيد بشكل كبير ومباشر في فترة الأحداث الرياضيّة لأنّها ستبيع منتجات أكثر
- تغطية الأخبار والأحداث الرياضيّة في المحطّات التلفزيونيّة والصحف الورقيّة والإلكترونيّة يعني الحاجة للمزيد من الصحفيين والمصوّرين والمعلّقين والمحلّلين والتقنيين… مجال آخر تُخلق فيه فرص عمل جديدة ويجذب الكثير من العناصر الشابّة
المشكلة هي، أنّه عند الحديث عن الرياضة والأحداث الكبرى أو حتّى الصفقات، يتمّ الحديث عن الأموال التي “تُصرف”، وقد يعتبرها البعض “هدرًا”، وفي المقابل يتمّ تجاهل “العائدات” التي تتحقّق في المقابل وفي أكثر من مجال.
وببساطة، لمعرفة مدى “الأرباح” الاقتصاديّة التي تحقّقها الدول من الرياضة نطرح الأسئلة التالية:
- لماذا تتهافت الدول وتتصارع حتّى، لاستضافة الأحداث الرياضيّة؟
- لماذا نرى السياسيين في مناصب عليا يهتمّون بالرياضيين والأندية ويدعمونها في الاستحقاقات الرياضيّة؟
- لماذا يتدخّل رئيس دولة بحجم فرنسا في صفقة بقاء أو رحيل مبابي عن باريس سان جيرمان كما حدث في المواسم السابقة، على سبيل المثال؟
الإجابة على هذه الأسئلة توضّح بشكل كبير مدى تأثير “الاقتصادات الرياضيّة” على “الاقتصادات المحليّة” للدول.