رياضيّو فلسطين.. شهداء ومناضلون!
الفلسطينيّ العامل والمقاوم والأستاذ والأب، والفلسطينيّة المعلّمة والمزارعة والطالبة والأمّ، كلّ هؤلاء واجهوا العدوّ ورسموا بإراداتهم الصلبة جدارة الحياة، لأنّ الحياة بالنسبة لهم وقفة عز، ومسار صمود في وجه آلة الموت التي تعزف كلّ يوم لحن الرحيل.
هؤلاء، ليسوا وحدهم، فمعهم الرياضيون الفلسطينيون، الذين يستحقّون ميدالية ماسيّة، كونهم فقدوا كلّ أشكال الاحتراف، واستمرّوا بتصميمهم على مقارعة رياضيين آخرين يأتون من دولٍ آمنة ذات منشآت مجهّزة وسيّارات فارهة وأسلوب حياة “كلاس” لا يشربون فيه مياه ملوّثة ولا ينامون على ضوء الشموع.
من هؤلاء، من استشهد، ومنهم من تابع الطريق، طريق فلسطين نحو الأولمبياد.
فلسطين، الناس، فقدت بين شهدائِها أكثر من 170 رياضيًّا، من بينهم مدرّب المنتخب الأولمبيّ لكرة القدم هاني المصدر ونجم الكرة الطائرة إبراهيم قصية.
وعلى الرغم من كلّ هذه المآسي، وعلى الرّغم من أنّ المسؤولين واللجان الأولمبيّة الدولية صمّوا أذانهم عن صوت ألم الفلسطينيّين قبل أن يصمّوها عن الأصوات المطالبة بطرق رسميّة بإقصاء “الكيان” من الألعاب الأولمبيّة، حضرت فلسطين وسجّلت مشاركتها الثامنة في تاريخ الأولمبياد عبر ثمانية رياضيّين، فتألّفت البعثة الفلسطينيّة من السباحَين فاليري ترزي ويزن البواب، والعدّائَين محمد دويدار وليلى المصري، ولاعب الجودو فارس بدوي، ولاعب التايكواندو عمر إسماعيل، ولاعب الرماية جورج الصالحي، ولاعب الملاكمة وسيم أبو سل.
مشوار هؤلاء الأبطال لم يكن بالسهل، برنامج الإعداد والتدريب للمشاركة في أكبر حدث رياضيّ توقّف أكثر من مرّة، وحتّى أنّهم مؤخّرًا اضطروا للتوقّف لنحو ستّة أشهر بسبب الأوضاع في غزّة وفلسطين.
ولكن ما رؤية الراية الفلسطينيّة ترفرف في الأولمبياد وسط تصفيق حارّ، بعد فقدان أكثر من 170 زميلًا رياضيًّا، إلّا الدليل القاطع على إرادة الحياة والنهوض بعد كلّ حرب ومأساة، عند شعب تمارس بحقّه أبشع أشكال الإبادة لكنّه يصرّ على الاستمرار، لأنّ “على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة”.