هذا ما تعد به “لا ليغا” في الموسم الجديد
انطلق الدوري الإسباني لموسم 2024-25، برشلونة فاز وريال مدريد تعادل والأنظار تتجّه نحو أتلتيكو مدريد الذي سيلعب الليلة بعد أن دعّم صفوفه بعدّة صفقات، وككلّ موسم تعد “لا ليغا” عشّاق كرة القدم بالمتعة من آب/أغسطس 2024 إلى أيّار/مايو 2025.
كالعادة، فإنّ ريال مدريد وبرشلونة، واللذين يُعتبران اثنين من أعظم أندية كرة القدم في العالم، يتصّدران مشهد المنافسة على لقب الدوري الإسباني. نجوم مثل كيليان مبابي، وفينيسيوس جونيور، وروبرت ليفاندوفسكي، ولامين يامال وغيرهم… سيقدّمون كل شيء لتحقيق المجد، لكنّ أتلتيكو مدريد أرسل رسالة تهديد شديدة اللهجة بنيّته المنافسة جديًّا هذا الموسم بعد أن أنفق الكثير على صفقات كبيرة، بينما سترغب أندية مثل إشبيلية وفالنسيا في إعادة بناء نفسها بعد موسمٍ مخيّب للآمال.
الدوري الإسباني مليء بالقصص والدراما والمنافسات التي تمّ التقليل من شأنها، وطبعًا من المستبعد أن تخرج هويّة البطل في موسم 2024-25 عن العملاقين الحقيقيين في الدوري، إلّا إذا استغلّ أتلتيكو صفقاته على أكمل وجه، مع التخوّف من أن يستغرق الوافدون الجدد وقتًا طويلًا للتأقلم، ففيما بينهما، احتلّ ريال مدريد وبرشلونة المركز الأول في 9 من آخر 10 مواسم في الدوري الإسباني، فهل يتغيّر هذا الواقع نهاية الموسم؟
مع إكمال “لوس بلانكوس” الصفقة التي طال انتظارها للنجم الفرنسي كيليان مبابي وإضافته إلى الخط الهجوم الذي كان بالفعل “مرعبًا”، فإنّ الفريق مرشّح قويّ للدفاع عن لقبه على الرغم من وقوعه في فخّ التعادل ضدّ مايوركا في مباراته الأولى، وفي المقابل يأمل برشلونة، تحت قيادة هانسي فليك، أن يكون الجناح الإسباني داني أولمو كافيًا للعودة إلى قمّة الجدول، مع شكوك كثيرة حول إمكانيّة إضافة “اسم كبير” إلى قائمة الفريق مع استمرار المشاكل الاقتصاديّة بالعصف بالنادي الكتالونيّ.
ولم يكن أتلتيكو مدريد راضيًا عن موسم 2023- 24بعد أن حلّ في المركز الرابع خلف جيرونا، مفاجأة الموسم الماضية والذي يأمل أن يكرّر موسمه الناجح، فأتى ردّ أتلتيكو ببعض الصفقات الكبيرة، إذ تمّ جلب النجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز في صفقة بقيمة 83 مليون دولار في حين أنّ المهاجم ألكسندر سورلوث (35 مليون دولار) والمدافع روبن لو نورماند (38 مليون دولار) هما أيضًا من الوافدين البارزين، وبالتالي سيكون الضغط كبيرًا على المدرب دييجو سيميوني ليس فقط لتحسين أداء فريقه، ولكن أيضًا لتحدّي الكبار في كلّ من الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
كما أنّه بعد بضع سنوات عجاف بين الأندية التي تنحدر من إقليم الباسك، يتغيّر الزمن، إذ حقّق أتلتيك بلباو كأس الملك الموسم الماضي، بينما تمكن ريال سوسيداد من تحقيق المركز السادس، وأيضًا تعد الليغا بمنافسة ممتعة بين الأندية الراغبة بالتأهّل للبطولات الأوروبيّة وتلك الراغبة بالبقاء في دوري الدرجة الأولى.
على الورق، ريال مدريد يعجّ بالأسماء اللامعة، على الرغم من افتقاره لـ”رأس حربة” يقلّل من معاناته أمام التكتّلات الدفاعيّة، لكنّ خطّ هجومه قادر على “إخافة” أيّ خصم، وإن كان بدا أنّه يعاني في صناعة الهجمات، فأنشلوتي أثبت أنّه أفضل من يجد الحلول، أمّا برشلونة الذي يعاني من عجزٍ في عقد صفقات عديدة وكبيرة فسيعتمد على لاعبيه الشبّان الذين تدفعهم الرغبة لإكمال ما بدؤوه في بطولتَي اليورو والأولمبياد، مُطعَّمين بأفكار مدرّب جديدٍ غير إسبانيّ وغير متشرّب لـDNA إسبانيا كما اعتدنا في المواسم الماضية، أمّا أتلتيكو مدريد فهو يثبت أكثر وأكثر أنّه ينوي المنافسة بقوّة، آملًا أن يتمكّن مدرّبه من خلق الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد في أسرع وقت، وهو يبدو قادرًا على مقارعة قطبَي إسبانيا بسهولة.