رياضة

هل منتخب فرنسا أفضل بدون كيليان مبابي؟

كتب جويل لوفيفر متسائلًا: هل منتخب فرنسا فريق بدون كيليان مبابي؟

وأكّد الصحفي أنّ المهاجم حمل منتخب فرنسا على أكتافه في العديد من المناسبات طوال مسيرته الدوليّة، إلا أنّه غاب عن آخر توقّفين دوليّين، وفي غيابه، فاز المنتخب الفرنسي في ثلاث من مبارياته الأربع، ولم يهزم خلال تلك الفترة وتصدّر مجموعته في دوري الأمم.

وقال المدرّب الفرنسي ديدييه ديشامب إنّ استبعاد مبابي خلال الفترتين الماضيتين هو الأفضل للفريق في الوقت الحالي، دون تقديم أي تفسير آخر، في حين يأتي استبعاده وسط بداية صعبة مع ريال مدريد، كما أنّه يخضع أيضًا لتحقيق جاري في السويد بشأن قضية اغتصاب بحسب ما يقول بعض الأشخاص المقرّبين منه. ورغم ذلك، لا يمكن إنكار أنّ اللاعب يتمتّع بجودة أكثر من أي مهاجم آخر تحت تصرف ديشامب حاليًّا.

وباستثناء التعادل السلبي مع منتخب “الكيان”، بدا المنتخب الفرنسي مرتاحًا نسبيًّا في معظم مبارياته في دوري الأمم بدون نجمه الباريسي، حيث سجّل 11 هدفًا في مبارياته الأربع بدون مبابي، وهي أكثر من الأهداف التي سجلها في المباريات الثماني السابقة التي شارك فيها المهاجم. ومنذ حصوله على أوّل استدعاء له إلى المنتخب في آذار/مارس 2017، فازت فرنسا في 11 مباراة من أصل 19 مباراة خاضتها ولم يشارك فيها مبابي، وخلال تلك الفترة، تعرّض المنتخب لهزيمتين، في مباراة وديّة أمام فنلندا (2-0) في عام 2020، ومباراة وديّة أخرى أمام ألمانيا العام الماضي (2-1)، وبالتالي فاز المنتخب الفرنسي في 61% من مبارياته بدون نجمه الأساسي بينما خسر في 11% فقط، أمّا في المباريات التي شارك فيها مبابي، فقد حقّق المنتخب الفرنسي الفوز في 66% من المباريات، حيث فاز في 57 مباراة، بينما خسر في 16%، على الرغم من أنّ هزيمتين من بين 14 هزيمة كانتا بركلات الترجيح.

وسجّل مبابي مع منتخب فرنسا 48 هدفًا، أي ثلاثة أهداف أقل مما سجله تييري هنري طوال مسيرته مع المنتخب، وتسعة أهداف فقط أقلّ من الرقم القياسي المسجّل باسم أوليفييه جيرو. أهدافه سجّلها في 34 مباراة وفاز المنتخب الفرنسي في 29 أي 85% من تلك المواجهات، وجاءت هزيمتهم الوحيدة في مباراة سجّل فيها مبابي ضدّ الأرجنتين في نهائي كأس العالم 2022.

إذا استُبعِد مبابي من المنتخب الفرنسي، سيفتقد لاعبًا من طراز رفيع وهو اللاعب الأكثر مهارة في هذا الفريق، ومع ذلك، من دونه، يبدو أنّ هناك المزيد من الوحدة داخل المجموعة، حيث أظهر جميع اللاعبين تماسكًا أكثر ممّا اعتدنا عليه عندما يكون المهاجم في الملعب، فضدّ إيطاليا يوم الأحد الماضي على وجه الخصوص، كان الانسجام في المنتخب الفرنسي عاليًا بشكل لا يصدّق، وهذا ما جعلهم يحقّقون فوزًا مريحًا، وفي حين يبدو أنّ هناك المزيد من التماسك عندما لا يكون مبابي على أرض الملعب، من الواضح أنّ هناك بعض السلبيّات عندما يغيب، فإن كانت ديناميكيّات الفريق مهمّة، لكنّه يعاني في نقل الكرة وخلق الفرص والربط بين اللاعبين عندما يغيب.

وقبل الوصول إلى يورو 2024، كان لدى مبابي 75 مشاركة تهديفيّة مع المنتخب الوطني، أي أكثر بـ23 مشاركة من أحد أعظم صانعي الفرص، أنطوان جريزمان، وإذ لم يعد جريزمان متواجدًا، فمبابي هو المهاجم الأكثر فاعليّة في المنتخب وربّما الأفضل في صناعة الفرص. وبقدر ما كانت فرنسا جيّدة أمام إيطاليا، لم يكن هناك أي شيء مذهل في الهجوم، حيث جاءت جميع الأهداف الثلاثة من كرات ثابتة.

يجب على المنتخب الفرنسي أن يلعب بشكل مختلف بدون مبابي، وعلى الرغم من أنّ ذلك أسفر عن بعض النتائج الإيجابيّة في الآونة الأخيرة، إلّا أنّه من الصعب تخيّل أن يكون ذلك كافيًا لتحقيق الهدف النهائي ورفع كأس دوليّة أخرى، خاصّة أنّ انتصارين فقط من انتصاراتهم، بدون مهاجم ريال مدريد، كانا ضدّ منتخبات تحتلّ حاليًّا مركزًا بين 10 منتخبات في التصنيف العالمي وهما إيطاليا والبرتغال. علاوة على ذلك، فإنّ كرواتيا هي الفريق الآخر الوحيد الذي هزمه المنتخب الفرنسي بدون خدمات مبابي، وهو الفريق المصنّف ضمن أفضل 20 منتخبًا في الوقت الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى