هل يكون فليك “منقذ” برشلونة؟
يبدو، حتّى اللحظة، هانسي فليك بارقة الأمل للعودة ببرشلونة إلى درب الانتصارات والألقاب، إذ قاد المدرّب الألماني فريقه للفوز في 4 مباريات متتالية بفضل استراتيجيّة واضحة أتاحت له الحصول على أفضل أداء من لاعبيه.
مشجّعو النادي وقعوا في حبّ المدرّب الألماني، الذي تمكّن في وقت قصير جدًا من إخراج أفضل ما لديه ليوقّع أفضل ظهور لأوّل مرة في الدوري لنادي البلوجرانا منذ موسم 2020/21: 4 انتصارات في أوّل 4 مباريات برصيد 13 هدفًا مقابل تلقّي 3 أهداف فقط، إذ فاز الفريق على فالنسيا 2-1، وأتلتيك بلباو 2-1، ورايو فاليكانو 2-1، وبلد الوليد 7-0، ويتصدّر برشلونة جدول “لا ليغا” بـ12 نقطة ويدخلون فترة التوقّف الدولي بأفضل طريقة ممكنة، فهم لا يكتفون بالفوز فقط بل يقدّمون أداءً رائعًا على أرض الملعب.
فليك يبدو أنّه يراهن دائمًا على لاعبيه، فهو يعرف جودة اللاعبين المتاحين لديه ويمنحهم الثقة للتألّق سواء كلاعبين أساسيّين أو كبدلاء، فتحت قيادته استمتع المشجّعون بالتحسّن الواضح لروبرت ليفاندوفسكي، كما شاهدوا أيضًا لاعبين بارزين مثل رافينيا وبيدري وأولمو، اللذّين يقدّمان عروضًا رائعة بمجرد نزولهما إلى أرض الملعب.
أمّا نجاح فليك مع برشلونة حتّى الآن فيعتمد على العناصر الخمسة التالية:
- الرهان على لا ماسيا
على الرغم من كونه مدرّبًا أجنبيًّا، إلّا أنّ هانسي يفهم هويّة النادي باعتباره ناديًا إسبانيًّا، كما يعرف الألماني أهميّة لا ماسيا، ومع وجود قائمة محدودة، يواصل الثقة في اللاعبين الذين خرجوا من الأكاديميّة مثل يامال، فيرمين وكوبارسي وطبعًا سيستعين بجافي بعد عودته من الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، أعطى فليك الفرصة للظهور لأوّل مرة للاعبين شباب أمثال باو فيكتور وجيرارد مارتن وسيرجي دومينغيز ومارك كاسادو ومارك برنال الذي سيغيب عن بقيّة الموسم بسبب إصابة في الرباط الصليبي.
- الضغط في جميع الأوقات
بالنسبة لفليك، من المهمّ للغاية أن يظلّ فريقه في حالة تأهّب طوال المباراة. لقد رأينا هذا كثيرًا في بايرن ميونيخ، حيث، بغضّ النظر عمّا إذا كان الفريق يسجّل الأهداف أم لا، لم يتوقفوا أبدًا عن الضغط، ويتكرّر ذلك في برشلونة حيث يجب على جميع اللاعبين تقديم 100% حتّى لو بدت النتيجة تحت السيطرة. الأمر بسيط، احترم الخصم في جميع الأوقات وكن مستعدًّا لأيّ سيناريو، وقد ظهر ذلك بوضوح في الفوز 7-0 على بلد الوليد.
- التركيز على الحاضر
جانب رئيسي آخر لبرشلونة هو التركيز على الحاضر، وليس على الماضي، وحتّى أقلّ على المستقبل، ولم يكن الأمر سهلًا على المدرّب الألماني، ولن يكون كذلك، مع تشكيلة محدودة لهذا الموسم، إذ أراد فليك جناحًا أيسرًا ومحورًا ولم يتمّ التوقيع معهما. وتمثّل إصابة بيرنال الخطيرة أيضًا خسارة كبيرة، تضاف إلى خسارة لاعبين مثل أراوجو ودي يونج وجافي الذين ما زالوا يتعافون من مشاكلهم البدنيّة. ومع ذلك، قرّر هانسي العمل بما لديه ومحاولة الحصول على أفضل النتائج من المجموعة التي يدرّبها الآن.
- التعامل مع كلّ مباراة على حدة
أخيرًا، أدرك فليك مدى أهميّة الهدوء في المؤتمرات الصحفيّة، وهو يتحدّث باللغة الإنجليزيّة ليتمكّن من السيطرة على الرسالة التي يريد تقديمها، ولا يدخل في جدال ويبدو دائمًا حذرًا ومرتاحًا. يُعدّ أسلوبه في التركيز على كلّ مباراة أمرًا مهمًّا بالنسبة له، وعلى الرغم من أنّه سعيد بما حقّقه، إلّا أنّه يعلم أنه لم يفعل شيئًا بعد، لذا سيستمرّ في تنفيذ هذه الاستراتيجيات لتحويل فريقه إلى “آلة” فوز.
حتى الآن، برشلونة يفوز، يقنع، يقدّم أداءً رائعًا، اللاعبون متحمّسون وجاهزون بدنيًّا، ولكن يبقى السؤال الأهمّ إن كان الكتلان سيستمرّون بهذا النسق، خاصّ أنّ قائمة الفريق محدودة، واللاعبون معرّضون للإرهاق والإصابات، وجدول مزدحم ينتظر الفريق في الفترة المقبلة.