ريال مدريد يتفوّق على برشلونة 16-5 في الليغا!
في 26 أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، بدت حظوظ ريال مدريد في الدوري الإسباني قاتمة بعد انتكاسة قاسية في الكلاسيكو على ملعب سانتياغو برنابيو: هزيمة ساحقة بأربعة أهداف نظيفة جعلت البلوغرانا متقدّمًا بست نقاط على اللوس بلانكوس، وكانت التوقعات تلقي بثقلها على فريق أنشيلوتي هذا الموسم، إذ أدّى وصول مبابي إلى اعتقاد الكثيرين أنّ البطولة المحلية ستكون سهلة بالنسبة لهم، لكنّ الواقع أثبت عكس ذلك.
ثمّ جلب اليوم التالي للكلاسيكو مزيدًا من التعقيدات، فقد أجبرت العاصفة “دانا” التي ضربت إسبانيا على تأجيل مباراة فالنسيا ومدريد، بينما حقّق برشلونة فوزًا بنتيجة 3-1 على إسبانيول في الديربي، وبحلول نهاية الجولة الـ12، كان برشلونة متقدّمًا بفارق تسع نقاط على ريال مدريد في ترتيب الليغا. لكن بعد ذلك الأمور انقلبت رأسًا على عقب.
بعدها، لعب ريال مدريد وبرشلونة سبع مباريات، في الأولى، حقّق الفريق الكتالوني الفوز 5-1 في مايوركا، بينما تعرض ريال مدريد للهزيمة 2-1 في سان ماميس، ومع ذلك، فإنّ التحليل الأوسع لهذه المباريات السبع يكشف عن تباين صارخ في الأداء: فقد جمع فريق أنشيلوتي 16 نقطة من أصل 21 نقطة ممكنة، بينما حصد برشلونة بقيادة فليك 5 نقاط فقط.
التراجع تحت قيادة فليك مذهل، فبعد الإشادة به في البداية لإنعاشه برشلونة من جديد، يواجه المدرب الألماني الآن مقارنات قاسية مع الموسمين الماضيين تحت قيادة تشافي، حيث لم يحقّق نتائج جيّدة، فقد حصل برشلونة تحت قيادة تشافي على 50 نقطة في النصف الأوّل من موسم 2022-23 و41 نقطة في موسم 2023-24، وبالمقارنة، لم يحقق فليك سوى 38 نقطة.
هيمنة ريال مدريد خلال هذه الفترة لا جدال فيها، إذ فازوا في خمس مباريات، وتعادلوا في واحدة (ضد رايو فاليكانو) وخسروا أخرى (أمام أتلتيك بلباو)، وسجّلوا 20 هدفًا واستقبلت شباكهم سبعة أهداف فقط، وحافظ الفريق على نظافة شباكه نظيفة في 4 من تلك المباريات، بينما كان أداء برشلونة سيّئًا للغاية: فوز واحد فقط وتعادلين و4هزائم، دون أن يحافظ على نظافة شباكه، وسجّلوا 11 هدفًا، 5 منها في فوزهم على مايوركا، واستقبلوا 11 هدفًا أيضًا.
خلال هذه الفترة، حقّق ريال مدريد 16 نقطة مقابل 5 نقاط لبرشلونة، مما سمح للوس بلانكوس بمحو فارق 11 نقطة عن الفريق الكتالوني في الترتيب، وعلاوة على ذلك، فإنّ ريال مدريد لديه مباراة مؤجلة مع فالنسيا في 3 كانون الثاني/يناير. الفوز في تلك المباراة سيوسّع فارق النقاط بين الغريمين إلى 5 نقاط لصالح الريال.
الفريق الوحيد القادر حاليًّا على تجاوز ريال مدريد هو أتلتيكو مدريد، ففي الجولة الـ11، عندما انتصر برشلونة في الكلاسيكو، تعرض فريق سيميوني للخسارة 1-0 أمام ريال بيتيس، مما جعلهم يبتعدون بفارق 10 نقاط عن المتصدر ووضعهم خارج المراكز الثلاثة الأولى، مع فياريال في المركز الثالث، ولكن منذ ذلك الحين، حقّق أتلتيكو 7 انتصارات متتالية في الدوري، وسجّل 17 هدفًا واستقبلت شباكه 5 أهداف فقط، ممّا جعلهم يتصدّرون جدول الترتيب بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد، بنفس عدد المباريات.
أصبح السباق على اللقب مفتوحًا على مصراعيه، حيث يفصل بين 4 فرق، ريال مدريد وأتلتيكو وبرشلونة وأتلتيك بلباو، 5 نقاط فقط.
ما كان يبدو حتميًا في نهاية تشرين الأوّل/أكتوبر لم يعد صحيحًا. لقد انهار البارسا، بينما تقدّم ريال مدريد وأتلتيكو إلى الأمام، ممّا أشعل الصراع على البطولة من جديد.